انتقادات لمشروع إنتاج «لاب توب» رخيص

واشنطن : انتقادات لمشروع إنتاج «لاب توب» رخيص موجه لأطفال العالم الثالث
سعره 150 دولارا ومزود بآلية بسيطة لإعادة شحن نفسه عندما لا تتوفر طاقة كهربائية اعتيادية

حين سمع مديرو شركات الكومبيوترات بمشروع بناء كومبيوتر حضني (لاب توب) سعره 100 دولار لأطفال البلدان النامية، راحوا يهزأون من الفكرة. تساءلوا: كيف يمكنك بناء كومبيوتر من هذا النوع في وقت تبلغ تكاليف الشاشة لوحدها 100 دولار؟
لكن ماي جبسن كبيرة التقنيين في المشروع والمصممة السابقة لرقاقة انتل، وجدت الطريقة التي بفضلها تمكنت من تكييف شاشات «لاب توب» التقليدية بحيث هبط سعرها إلى 40 دولارا بينما تم تخفيض استهلاك الطاقة بأكثر من 80%. وكعلاوة، يمكن قراءة شاشة الكومبيوتر تحت أشعة ضوء الشمس.

لكن هذا الكومبيوتر الذي انتجه «مشروع كومبيوتر حضني لكل طفل» لا يأتي مع نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز» أو حتى مع مشغل للقرص الصلب والشاشة صغيرة. وتكاليفه لا تزيد عن 150 دولارا بدلا من 100 دولار. لكن السعر يبقى رخيصا قياسا بالكومبيوترات الحضنية التي يصل سعر أرخصها 500 دولار، وهو مخصص لدعم البلدان النامية.

ومن بين الذين ينتقدون المشروع هناك شركتان عملاقتان في مجال صناعة الكومبيوترات وهما «انتل» و«مايكروسوفت» وكلاهما قدما بدائل. فشركة «انتل» طورت كومبيوترا حضنيا سعره 400 دولار مخصص للمدارس إضافة إلى البرامج التعليمية الأخرى التي تركز على المدرسين بدلا من الطلبة. أما مشروع شركة «مايكروسوفت» التي يرأسها بيل غيتس المعروف بروحه الانسانية المعطاءة للبلدان النامية فهو تساءل فيما إذا كان المبدأ «هو مجرد أخذ ما نقوم به في العالم الثري» بافتراض أن هذا هو شيء جيد للعالم النامي أيضا.

أما نيغروبونتي المدير المؤسس لمختبر «ميديا إم آي تي» فقال: «إنه كما لو أن الناس يصرفون كل انتباههم مركزين على سفينة كولومبس لا على إلى أين تذهب. عليك أن تتذكر أن هذا هو حول التعليم».

لكن المسؤولة الأولى في المشروع، جبسن قالت «نحن نؤمن بأن عليك أن تساعد الأطفال أنفسهم». وأضافت «إنهم مكائن للتعلم». ثم أشارت إلى الخلفية المضاءة المستخدمة في الكومبيوتر. فعلى الرغم من أنها مصممة كي تبقى خمس سنوات وإذا فشلت في العمل فمن الممكن تبديلها بطريقة سهلة وكل ما تحتاج إليه هو تبديل البطاريات بسرعة. إنه أمر يمكن للطفل أن يقوم به.

وقال لاري كوبان، أستاذ التربية في جامعة ستانفورد، في مقابلة معه «أعتقد انه من المدهش أن الأجهزة يمكن أن توضع في أيدي الأطفال والآباء، وسيكون لها تأثير على حياتهم اذا ما كان لديهم وصول الى الكهرباء. غير أنه اذا ما كان جزء من منطقهم هو انها ستخلق ثورة في التربية في دول عديدة، فلا أعتقد ان ذلك سيحدث، وانهم سذج وأبرياء بشأن واقع التعليم غير الرسمي».

ومن المؤكد ان المناقشة ستدخل مرحلة جديدة عندما تتحول الأجهزة الى الانتاج الواسع من جانب شركة «كوانتا كومبيوتر» التي تتخذ من تايوان مقرا لها، وهي ثاني أكبر شركة في العالم لصناعة الكومبيوترات الحضنية.

ولدى المشروع الآن تعهدات بانتاج ثلاثة ملايين كومبيوتر وسيبدأ التصنيع الواسع النطاق عندما يصل الى خمسة ملايين مع تعهدات مستقلة مما لا يقل عن بلد واحد في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا. واعتمادا على مفاوضات حالية يقول نغروبونتي انه يتوقع أن يجري تحقيق ذلك الهدف بحلول أواسط العام المقبل.

وقد تعزز النشاط يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما وقع بنك التنمية الأميركي اتفاقية لتقديم السلف والمنح لشراء الأجهزة.

وقال نغروبونتي ان كلفة التصنيع تقل الآن عن 150 دولارا وانها ستنخفض الى ما دون 100 دولار بحلول نهاية عام 2008.

ويقول المسؤولون عن المشروع انهم سيستخدمون طائفة من المناهج والطرق للربط مع الانترنت، اعتمادا على الظروف المحلية. ففي بعض البلدان مثل ليبيا ستستخدم روابط عبر الاقمار الصناعية. وفي بلدان اخرى مثل نيجيريا ستوفر شبكة المعلومات الخليوية الموجودة حاليا امكانية الربط، وفي بعض الأماكن فان هوائيات واي فاي ذات المدى البعيد ستوسع الانترنت بدون أسلاك الى المناطق الريفية.

وعندما يأخذ الطلاب كومبيوتراتهم الى البيوت بعد انتهاء الدوام المدرسي فان كل جهاز سيبقى مربوطا بدون أسلاك الى أجهزة مجاورة في اطار دائرة يبلغ مداها ثلث ميل. وسيأتي كل جهاز مع آلية بسيطة لاعادة شحن نفسه عندما لا تتوفر طاقة كهربائية اعتيادية. وكان المصممون قد جربوا نوعا من المحولات ولكنهم تخلوا اخيرا عن تلك الفكرة لأنها تبدو في غاية الهشاشة. وقد توصلوا الان الى عدد من البدائل، وبينها دواسة بالقدم وكذلك جهاز يسحب باليد.